بقلم/يوسف البردويل
، ليس غريبا هو الدور الذي تحاول أن تلعبه قطر لتصبح نجم الوطن العربي الساطع ، لاسيما وأن الفرصة الآن سانحة لها أكثر من أي وقت مضى ، فشهداء غزة تجاوزوا التسعمائة والجرحى بلغوا الأربعة آلاف وأكثر ، والدمار طال كل مؤسسة وكل بيت ، إذا فالتربة صالحة كي تخرج علينا قطر لترقص على عذابات الشعب الفلسطيني بحجة نصرة الدم الفلسطيني .قطر ليست من اليوم ناصرة للشعب والدم الفلسطيني ، فهذا البلد الشقيق تسري في عروق زعاماته روح القومية العربية والروح الغيورة الثائرة ، حيث يشهد التاريخ ، وتستوقفني هنا أبرز محطات الدفاع القطري عن القضية الفلسطينية ومعاداتها لإسرائيل ، وعلى سبيل المثال لا الحصر :-
أولا : عام1996 فتح مكتب تجاري إسرائيلي في قطر ، بقرار قطري وليس عربي ، وضعوا مكتب تجاري بين قوسين ، حيث أنه بهذا المكتب تكون قطر محتلة عسكريا بقاعدة السيلة الأمريكية وأمنيا واستخباراتيا للتجسس الإسرائيلي على منطقة الخليج.
ثانيا : عام1998 رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز يزور الدوحة لحضور المؤتمر الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، ويتجول في أسواقها ملتقطا بعض الصور مع حسناوات قطر وهو نفسه اليوم يقول وبكل وقاحة "لا نريد إنهاء الحرب على غزة دون الحصول على نتائج" وأي نتائج أكثر مما غزة عليه الآن ، استقبلت قطر الرئيس الإرهابي بحفاوة في حين استقبله طلبة بريطانيون في جامعة أكسفورد بهتافات "مجرم حرب" قائلا له احد الطلاب أثناء إلقائه لمحاضرة حول "السلام والعولمة" أمام ما يزيد عن ألف شخص من الحضور "اخجل من نفسك يا مجرم الحرب" فهل تشعر قطر بالخجل الآن ، بعد سماعي لشيخها الثائر رئيس وزراءها أظنني أقر بأنها لا تعرف للخجل محلا.ثالثا:عام 2001قبول طلاب إسرائيليين للدراسة في جامعة كورنيل الأمريكية للطب في قطر ، في الوقت الذي يمنع فيه الطلبة الفلسطينيون من الالتحاق بجامعاتها.رابعا : مايو عام 2001وزير خارجية قطر حمد بن جاسم بن جبر آل خليفة يلتقي وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز في واشنطن .لقاءات على الهامش ، فهل يا سيد حمد لم تجد هامشا لتلتقي به مع صديقك العزيز وتطلب منه إيقاف مجازره بغزة نصرة للدم العربي الفلسطيني.خامسا : نوفمبر عام 2001 وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي روني ميلو يزور الدوحة لحضور اجتماعات منظمة التجارة العالمية في قطر فلم لم تتعاون قطر مع القاهرة لإنجاح المبادرة المصرية ؟! .سادسا : أغسطس عام 2001 في زيارة سرية وزير التقى الخارجية القطري لإسرائيل رئيس الوزراء أرييل شارون ووزير الخارجية شمعون بيريز وذكرت صحيفة إماراتية أن الوزير اصطحب في هذه الزيارة نجليه اللذين بقيا في إسرائيل للقيام بجولة سياحية حيث شوهدا في حيفا برفقة رجل أعمال عربي وتحت حراسة مشددة ، لن اعلق على تاريخ شارون الدموي ولكن لم لم يرسل حتى الآن أبناء ذلك الوزير لدعم الفلسطينيين ولو بالتبرع بالدم ؟! .
سابعا : مايو عام 2002وزير خارجية قطر يقترح على قمة بيروت استعداده للذهاب إلى إسرائيل، والتوسط لدى رئيس الوزراء أرييل شارون لاصطحاب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى بيروت لحضور القمة العربية وضمان عودته إلى رام الله، والقمة رفضت اقتراحه ، فإن كنت سيدي الوزير تتمتع بمكانة عالية وسامية لدى شارون فالمنطق أن لك مكانة عالية لدى ورثته في إبادة الشعب الفلسطيني فلم لم تتوسط اليوم لتوقف شلال الدم المستباح أمام عينك !؟
سابعا : يوليو عام 2002وزير الخارجية القطري يلتقي وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز في باريس . ثامنا : مايو عام 2003 التقى وزير الخارجية القطري (الذي قال إن قطر تبحث إبرام معاهدة سلام مع إسرائيل إذا كان ذلك يخدم مصالحها) وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم في باريس .(لا اعتقد أن أي اتفاقية مكتوبة سوف تصل إلي مستوى العلاقة الغير مكتوبة بين البلدين).تاسعا : أغسطس عام 2005 قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تبرع بـ10 ملايين دولار لفريق كرة قدم من العرب الإسرائيليين ،ألم يستحق الفلسطينيين تلك الأموال في تلك السنة لاسيما انه عام شهد اندحار العدو الإسرائيلي على قطاع غزة أي انه عام البناء والتعمير بغزة.عاشرا: سبتمبر عام 2005وزير خارجية قطر يلتقي وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك .الحادي عشر :ديسمبر عام 2008 صحيفة «القدس العربي» تفيد بأن إسرائيل أقامت مزادا علنيا في مدينة هرتسليا لبيع هدايا قدمها رؤساء وملوك الدول العربية وإيداع أو الاحتفاظ ب ريعها في خزينة الدولة ، وكان على رأس تلك الهدايا وأكترها تميزا ساعات ثمينة مرصعة بالماس مقدمة من دولة قطر بالإضافة إلى موقد لشواء اللحم مرصع بالأحجار الكريمة ، واليوم ها هي إسرائيل تشتري بثمن تلك الساعات الوقت بعدم تعاطيها مع قرار مجلس الأمن لتشوي بقنابلها الفسفورية أجساد الفلسطينيين بقرية خزاعة بخانيونس.الثاني عشر : يناير عام2009 أي بالأمس القريب رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني حفظه المولى ورعاه يستبعد إغلاق المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة ما لم يقطع كل العرب علاقاتهم مع إسرائيل ، وهنا السؤال لسموه أي دولة عربية قد أخذتم رأيها في فتح ذلك المكتب لتنتظروا موقفا منها اليوم؟!الثالث عشر: ابريل عام1996 واعذروني إن لم التزم التسلسل الزمني في نقل هذا الحدث ولكن مبرري في ذلك انه خطرا لازال مستشريا في الدم العربي يعيث به والفتنة والانشقاق ، إنها "محطة الجزيرة المتلفزة" والتي أسهمت ولا زالت تسهم في تحقيق الفرقة والانقسام في الصف العربي لا سيما الفلسطيني الفلسطيني ، فهي لا تتوانى بجعل الأخوة أعداء وهذا ما نشهده دوما في برامجها التي تذيعها عبر أفواه مذيعيها المشبعة بالسم. وبعد هذا كله تخرج علينا قطر تطالب بعقد قمة عربية ، لتدين وتستنكر ، ثم تطالب بوقف إطلاق النار عبر الشاشات الفضائية العربية والدولية ، كان حريا بقطر أن تمارس ضغوطها إن كانت تمتلك ضغوطا بالأساس على إسرائيل ، ولكن الأمر ليست مصلحة الفلسطينيين ولا دمهم المستباح ، الحقيقة أصبحت واضحة وضوح الشمس فقطر تسعى للعب دور يعطيها مكانة في المنطقة وان كان ذلك على حساب الدم والقضية الفلسطينية أو تشويه بعض الأنظمة العربية ، إذا كان ظني بالشقيقة قطر ليس في محله واتمني ذلك فإننا سنصحو يوما وبالقريب العاجل لنشاهد على شاشات التلفاز القوات الأمريكية تغادر الأراضي القطرية تحت قوة السلاح القطري ، ونرى المكتب التجاري الإسرائيلي قد تحول لمؤسسة معلق على جدارها لوحة بعنوان "لننصر الحق والدم الفلسطيني".
